لماذا لم يسمح حتى الآن بإنتاج فياجرا نسائي في
الولايات المتحدة ؟
تجري المحاولات على قدم وساق من اجل الموافقة على أول عقار "فياجرا نسائي" يدّعى أنه قادر على زيادة الرغبة الجنسية عند الجنس اللطيف قريباً في أمريكا، لكن لا تبدو الفرص جيدة لهذا العقار، حيث سبق وتم رفض ذاك العقار المسمى بـ"فليبانسيرين" (flibanserin) مرتين لماذا يا ترى؟
قد تتم الموافقة على أول عقار “فياجرا نسائي” يدّعى أنه قادر على زيادة الرغبة الجنسية عند الجنس اللطيف قريباً في أمريكا، على فرض موافقة إدارة الغذاء والأدوية الأمريكية (FDA) عليه، تبعاً لإقرارها بفعاليته وأمنه. لكن لا تبدو الفرص جيدة لهذا، حيث سبق ورفضت الإدارة ذاك العقار المسمى بـ”فليبانسيرين” (flibanserin) مرتين.
ورغم إدعاء بعض المنظمات أن التمييز على أساس الجنس يلعب دوراً في ذاك الرفض، يقول خبراء أن الأمان هو الدافع الأساسي الذي يدفع بالرفض حتى الآن.
وحتى لو تمت الموافقة على هذا العقار، لن يكون تأثيره -على الأرجح- كتأثير الفياجرا على الحياة الجنسية على حد قول اثنين من الخبراء، د.ماري جين مينكين، بروفيسور سريري مختصة بالتوليد والنسائية في جامعة يال، و د.اليزابيث كافالير، طبيبة بولية من مشفى لينوكس هيل في نيويورك.
يبرر الموقف المتشائم من هذا العقار بطريقة تأثيره: يستهدف فليبانسيرين الرغبة الجنسية ذاتها، والتي هي مشكلة أعقد من آليات الأداء، أو بعبارة أخرى الإنتصاب عند الذكر.
وفوق هذا، لم يحدد العلماء بشكل واضح الحد الأدنى الذي تعتبر عنده الرغبة الجنسية في وضع حرج يصل الإضطراب، على حد قولهما.
تشير منظمات مناصرة لحقوق المرأة إلى وجود 26 عقار يباع للرجال المصابين بمشاكل جنسية، ولا يوجد واحد حتى للنساء، ثم يجادلون بأن السبب هو اعتقاد إدارة الغذاء والأدوية الأمريكية الخاطئ بأن النساء لا يحتجن إلى الجنس أو لا يرغبن به كما الرجال.
لكن تلك الأرقام خادعة، وفقاً لمينكين، بسبب وجود عناصر فعالة محدودة العدد في الكثير من العقاقير الخاصة بالرجال، كما يوجد عدة عقاقير في طور التجارب النهائية تستهدف الرغبة الجنسية عند النساء، كمثل “ليبريدوس” و “ليبريدو”، بإشراف شركة “العقل العاطفي” (Emotional Brain)، حيث يجمع التستوسترون مع إما سيلدينافل، العنصر الفعّال في الفياجرا، أو مع بوسبار، مضاد للقلق والضغط النفسي، على أمل تحسين وضع النساء ذوي الرغبة الجنسية المنخفضة.
تضيف مينكين أن مشكلة الإدارة ليست التمييز الجنسي، بل إن كان العقار آمناً أم لا، حيث لم تظهر شركة سبروت للدوائيات التي تصنع فليبانسيرين ما يكفي لضمان فعاليته وأمنه.
وقالت “لا يبدو أن البيانات التي تم تقديمها تكفي للموافقة على العقار”
فليبانسيرين، على ما يبدو، يقوم بزيادة الشهوة الجنسية عن طريق التلاعب بمستويات الكيميائيات العصبية في الدماغ كالدوبامين والسيروتونين، والذان يعرف عنمها أهميتهما بالشعور بالرغبة، التحفيز، الشهية والشبع.
لكن هذا العقار بعيد عن أن يكون الحل السحري، حيث قالت نساء في مرحلة قبل انقطاع الطمث أنهن حصلن على أقل من تجربة جنسية مرضية إضافية كمعدل في الشهر، كما تعرض بعضهن إلى الدوار والنعاس والغثيان، على حد قول مينكين.
وعلى عكس الفياجرا الذي يؤخذ “وقت الحاجة”، يجب تعاطي فليبانسيرين بشكل يومي، ما يزيد من مخاطر ظهور أعراض جانبية على المدى الطويل، وفقاً لرسائل احتجاج تلقتها الإدارة من منظمات تهتم بصحة النساء.
حاجة تعاطي العقار بشكل يومي هو ما “يزيد من المخاوف المتعلقة بسميّة العقار ما يجعله من المناسب أن تمرره إدراة الغذاء والدواء على فحوصات إضافية للسلامة” كما ورد في الرسالة، حيث أضيف وجود أعراض جانبية شديدة دفعت ببعض النساء إلى ترك التجارب السريرية المتعلقة به.
فوق هذا لا توجد طريقة واضحة لتحديد إن كان مستوى رغبة الفرد الجنسية “طبيعية”، أو بحاجة إصلاح على حد قول كافالار، وبدون إجراءات واضحة تضمن فعالية العقار، يجب على الإدارة أن تعتمد في قرارها كلياً على كون العقار آمناً.
“كل ما يمكن قياسه هو سلامة العقار، لذا يجب أن يقدّم سجل سلامة مشابه كثيراً لذاك الخاص بحبة سكر”، كما قالت كافالار لمجلة لايف ساينس.
قد تعطي قريباً شركة سبراوت للدوائيات معطيات جديدة عن قعالية وأمن العقار بحيث تغير الإدارة رأيها بخصوصه، على حد قول مينكين، والتي تضيف أن مجرد المقارنة بينه وبين الفياجرا خاطئة.
يقوم الفياجرا بمساعدة الرجال الذين يرغبون أصلاً بممارسة الجنس على القيام به بضخ المزيد من الدم إلى العضو الذكري -أو القضيب- للسماح بمباشرة العملية، بينما يستهدف فليبانسيرين النساء التي لم ينقطع طمثهن ويستطعن ممارسة الجنس بدون ألم أو مشاكل أخرى، لكن مزاجهن لا يسمح بذلك، وكما تقول كافالار، تحفيز أي نوع من الرغبة بمجرد حبة أمر معقد.
“كيف لك أن تدفع أحدهم إلى الرغبة بممارسة الجنس؟ كيف تدفع أحدهم إلى الرغبة بالذهاب إلى العمل صباحاً؟ لا أعلم كيف تفعل حبة ذاك لوجود الكثير من الوجوه التي يمكن الرغبة بها” وفقاً لكافالار، عدا عن كون التراجع بالرغبة الجنسية طبيعياً في مراحل عمرية معينة.
“لم تكون النساء المطلقات اللواتي يقمن بالمواعدة مهتمات بالجنس، أو الشابات الصغيرات اللواتي يقمن بالمواعدة مهتمات بالجنس، وماذا امرأة عمرها 35 عاماً ولديها ولدان، لم قد ترغب بممارسة الجنس؟ سترغب بالخلود إلى النوم”
تنبّه مينكين إلى أن السبب في تطوير عقاقير كهذه هو نظر بعض النساء إلى رغبتهن المنخفضة على أنها مشكلة كبرى.
والتمييز الجنسي على حد قول كافالار هو تحديد الرغبة الجنسية الضعيفة على أنها مشكلة لدى النساء حصراً، ولا علاقة للرجل بها، بحجة أن “الكثير من النساء يشتكين من كون رجالهن غير مهتمين بالجنس”.
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء